ظرة العقلية، فالمشاكل جزء من التدافع في الحياة المادية، والتزاحم بين احتياجات الفرد وما تمنحه له الحياة واحتياجات الآخرين.

ولما كان الزواج جزءً من الحياة، فلا شك أن الزواج أيضًا لا يخلو من المشاكل، وما سنسعى له في مقالنا ليس (منع المشاكل الزوجية) أو (القضاء على المشاكل الزوجية)، لأن هذا لا يمكن ربما إلا بعدم الزواج مثلًا – وهو مشكلة أخرى ربما نتطرق لها في مقال لاحق-، وإنما هو (حل المشاكل الزوجية).

أسباب المشاكل الزوجية

أسباب المشاكل الزوجية

في البداية لمعرفة حل المشاكل الزوجية يجب التعرف على أسباب المشاكل الزوجية أولًا، وللتعرف على تلك الأسباب دعونا نتعرف أولًا على الزواج.

والزواج هو علاقة بين فردين تعمل على إشباع الحاجات الأساسية للإنسان، من احتياج جسدي (الجماع)، ونفسي (الرفقة والدعم والمودة والسكن).

وبما أن هذه العلاقة ليست فردية فكان الاختلاف -لا الخلاف- حتمي، حيث يتمايز كل من طرفي تلك العلاقة عن الآخر، وكان التزاحم لاختلاف احتياجات كل من طرفي الزواج عن الآخر، لذا يمكن صياغة أسباب المشاكل الزوجية في النقاط الآتية:

  1. الرؤية: حيث تختلف نظرة كل منهما للعالم وللقيم التي يجب أن تحركهما فيه
  2. الجهل: حيث يكون الجهل بالحقوق والواجبات الشرعية التي أقرها الدين وتشمل الحقوق الجسدية والنفسية.
  3. الحالة النفسية: لا شك أن الحالة النفسية للطرفين تعد من أهم العوامل المساعدة وخصوصًا مع عدم مراعاة وفهم الطرف الآخر لحالة شريكه النفسية
  4. التواصل: انقطاع التواصل وغياب الصدق والوضوح عن العلاقة الزوجية.
  5. الأنانية أو الاعتمادية: والاعتمادية حيث يعتمد الزوج والزوجة على بعضهما في الحالة النفسية بشكل مطلق، والأنانية هي تضاد للعلاقة التكاملية الزوجية حيث لا يرى الزوج أو الزوجة إلا نفسه واحتياجاته وحقوقه.

كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية

والتعامل مع تلك المشاكل يكون بالعمل على أسباب تلك المشاكل، ومعرفة تلك الأسباب ومواجهتها لا التهرب منها أو تجاهلها كي لا تتفاقم، ولا نتحدث هنا عن الأسباب المؤقتة أو القريبة، مثال: يرى الزوج أن المشكلة في كثرة طلبات الزوجة المادية أو ترى الزوجة أن المشكلة في قلة طموح زوجها.

فالمشكلة الحقيقة ليست (طلبات الزوجة المادية) ولا (طموح الزوج)، وإنما الاختلاف بين الرؤية بين الزوج والزوجة، فقد تكون الزوجة مثلًا ترى أن (السعادة في الماديات .. وكلما زادت الرفاهية المادية زادت السعادة)، بينما يرى الزوج أن (السعادة في الرضا بما يملك).

لذا نجمل كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية في:

الخطوة الأولى: وضوح الرؤية

وضوح الرؤية للعالم ووحدتها بين الزوجين؛ فيجب أن يرا سويًا العالم بمنظور واحد، وكلما كان هذا المنظور عقلي وصحيح كلما قلت المشاكل.

فالمنظور العقلي يرى أن السعادة الحقيقة في الارتباط بالقيم الإنسانية العليا، ومن ثم توحدت طرقهما في بناء أسرة فاضلة وعاقلة.

الخطوة الثانية: معرفة الحقوق والواجبات

مع اتضاح الرؤية ووحدتها بين الطرفين، تتوحد معها القانون الذي ينظم علاقتهما بشكل صحيح وسليم، فيعرف كل منهما ما له من حقوق وما عليه من واجبات بشكل واضح.

فيعرف الزوج ما عليه من حق الرعاية والعناية بزوجته واحتياجاتها المادية والمعنوية والنفسية، وكذلك الزوجة تعرف ما للزوج من حق حسن التبعل والمعاشرة.

الخطوة الثالثة: ملاحظة الحالة النفسية

وهي خطوة لا تعني فقط بالزوج والزوجة، وإنما هي مسؤولية على كل فرد تجاه المقربين منه، من ملاحظة حالتهم النفسية وإذا ما حل بها أي نوع من الاهتزاز أو التدهور، كي يمكن له تفهم ما يمر به الآخر وتقديم كل ما يمكن لمساعدته على تجاوز تلك الحالة.

الخطوة الرابعة: الصراحة والوضوح

لا يمكن لكل ما سبق أن ينجح دون أن تتسم علاقة الزوجين بالصراحة والوضوح، والقدرة على التعبير عن النفس وعن احتياجات كل منهما للآخر، والقدرة على المصارحة بما يفتقدوه من الطرف الآخر،

ولكن تلك الخطوة لابد أن يتحلى الفرد فيها بالقدرة على التعبير عن النفس بشكل مناسب يحفظ للطرف الآخر ماء وجهه، حتى لا يعكر صفو العلاقة ما قد يقوله أحد الطرفين دون مراعاة، كما يجب احترام صراحة الزوج والزوجة والعمل بشكل فوري على تجاوز المشاكل التي قد تنمو إذا ما تم تجاهلها.

الخطوة الخامسة: المساهمة الإجتماعية

يجب أن يعي جيدًا الزوج والزوجة أن شريك حياتهما وعلاقتهما الزوجية هي جزء من دورهما بشكل عام، حيث يجب أن يكون لكل منهما دوره في المساهمة الإجتماعية، ومعرفة أن الطرف الآخر كذلك هو جزء مهم من رحلتهم الإنسانية

By ktgkt

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *